بقلم سامية تواتي
تتناول أميرة العجي مفهوم "الاختلاف"، والإمكانيات والتحديات التي تَكمن فيما هو "مختلف" في فنها التجريدي. وتستكشف "الذات"، و "الآخر" والجوانب العديدة لإدراكها لِما هو "مختلف" حيث تلجأ إلى المثلثات التي ضلت ملازمةً لذاكرتها وتفاعلاتها مع بيئتها، والتي تُشكل جزءًا من التصاميم التقليدية المستخدمة على نطاق واسع في الحِرف اليدوية المصنوعة من الصوف والمنسوجات الإقليمية التي يُطلق عليها اسم "السدو".
وتَستخدم العجي في أعمالها التركيبية "تصورات وانتقالات" و "تداخلات" و"التَّغيُّر" مثلثات خشبية من أجل إضفاءِ الصبغة البصرية على الخصائص التجريدية لمفهوم "المختلف". وتتضمن كلٌّ من هذه المثلثات تشكيلة متميزة من الأبيض والأزرق، حيث وُضعت في زوايا وأجزاء مختلفة من سطحها. ففي بعض الأحيان، هذه المثلثات متساوية من حيث ارتفاعها وحجمها وطول أضلاعها، بينما في البعض الآخر، فهي مختلفة من حيث زواياها واتجاهاتها وتركيباتها في مكان معين. وتتضمن استعارة هذا التمثيل التجريدي ثلاثة مستويات: أولا، يوحي تكرار المثلثات إلى التحديات التي قد يواجهها شخص ما باستمرار في حياته اليومية؛ ثانيا، تسلط الأحجام المتنوعة لهذه المثلثات الضوء على المستويات العديدة للتحديات وشدتها، والتي قد تواجه إنساناً ما؛ ثالثا، تُصور مختلف زوايا المثلثات واتجاهاتها المحطات الانتقالية التي نَمُر بها خلال مراحل مختلفة من حياتنا.
وتشتمل "احتفالية الاختلافات" على سلسلة من ست لوحات كبيرة مستطيلة، والتي تُبرز أميرة العجي من خلالها تجاربها بالمكان واستخدامها للأبيض والأزرق بشكل خاص. وفي الواقع، رَسمت العجي في البداية "احتفالية الاختلافات 1 و 2" بالأبيض والأسود، ولكنها أعادت إبداعها مستخدمةً طبقات من الأبيض والأزرق بالإضافة إلى ألوان الأكريليك ووسائط مختلفة. كما يوحي انتقال العجي إلى استخدام لوحات ذات ألوان باهتة وأكثر تبايناً وتَدرُّجا إلى استحضار الفنانة للمحادثة والمناغمة التي تعكس مدى تذوقها الفني لجماليات الأبيض والأزرق، والتأثيرات التي قد تَتولد من شأنها على المُشاهد. ويُمثّل استخراج الأفكار المُجردة المختزنة لدى العقل الإنساني وإسقاطها على لوحات ضخمة حواراً بين ما هو باطني وظاهري، ومظهراً من مظاهر إمكانيات التجريب في مسألة االرُّؤية ومفهوم التَّغَيُّر.
البرنامج
الأحد, 01 مارس 2015 الجمعة, 20 مارس 2015