هذا الملف المصور
لم يدر بخلد اي انسان عاقل ان عملية اغتيال ولي عهد النمسا فرانس فيرديناد في الثامن والعشرين من حزيران عام 1914 في مدينة سرايفيو ستؤول الى حرب طاحنة استمرت اربع اعوام راح ضحيتها ما يقارب عشرة ملايين شخص وجرح واصيب اكثر من 22 مليون شخص وادت الى سقوط وتفكك اربع امبراطوريات كبيرة هي النمساوية المجرية والروسية والالمانية وكذلك العثمانية، ناهيك عن التغيير الكبير الذي حصل في خارطة العالم من تقسيمات جديدة للدول المنتصرة.
اما الكارثة الأخرى التي حلت بالعالم خلال هذه السنوات والسنوات التي تلتها هي الخسائر المادية الكبيرة التي انهكت المجتمع العالمي بكل جوانبه، واليوم ونحن في عام 2014 اي بعد مرور مئة عام على الحرب العظمى والتي شاركت بها اكثر من ثلاثة وثلاثون دولة ما زالت بعض من هذه الدول تعاني من تأثير هذا النزاع الدولي بسبب المتغيرات التي حصلت نتيجة انتصار قوات الحلفاء على الامبراطوريات المهزومة وتفتيت هذه الامبراطوريات الى دول ودويلات صغيرة ولم يكتف العالم بهذه الحرب التدميرية بل لحقتها عدة حروب منها العالمية ومنها الاقليمية الى يومنا هذا.
في هذا الملف المصور عن سير المعارك ومعاناة العساكر في الحرب العالمية العظمى والتي سميت بالعالمية الاولى نتيجة اندلاع الحرب العالمية الثانية، نشاهد حجم القوات المشاركة في هذه الحرب بالاضافه الى ظروف القتال الصعبة والمهلكة في الخنادق والمدن والصحارى كذلك التدمير الحاصل في العديد من المدن التي راح ضحيتها الآلاف المؤلفة من المدنيين، ان الهدف من عرض هذه الصور بعد مرور قرن من الزمن على توثيقها هو التذكير بمآسي تلك الحرب ولكي نقول باعلى صوتنا لا للحروب ... فلقد ذهبت الملايين من الضحايا الى حتفها دون ان يكون لها اي هدف سوى ارضاء نزوات السياسين والطامعين.
ان قساوة ومعاناة العساكر تظهر بوضوح في هذه الصور والا بماذا نفسر وجود المقاتلين الاسرى وهم فرحون يبتسمون للكاميرا لانهم انقذوا باسرهم من موت محقق في جبهات القتال، هذه الصور مأخوذة من جريدة تدعى بـ «الحقيقة» صدرت في لندن خلال اعوام الحرب لتغطي نشاط قوات الحلفاء بالصور مرتين كل شهر ابتداءً من عام 1916 ولغاية انتهاء الحرب 1918 . وطبعت هذه الجريدة بمطابع «ملفورد لين» في لندن ووزعت في بلاد المشرق باربع لغات هي العربية والهندية والفارسية والتركية، كما غطت أغلب جبهات القتال الحربية في القاطع الغربي وكذلك نشاطات ملك انجلترا جورج الخامس وزياراته الميدانية للعساكر والمعامل والمصانع، وشملت كذلك تقدم القوات الانجليزية في بلاد المشرق وشمال افريقيا واحتلال العراق وفلسطين بعد سقوط الامبراطورية العثمانية.
ان المتابع للمآسي المصورة المعروضة في هذا المعرض يجب ان يساند كل الاصوات التي تقول لا للحرب .. لا للدمار .. دعونا نعيش بحياة سلام ومحبة .. ونقاتل الفقر والقهر والظلام بالأفكار والاجتهاد ولكي لا ننقاد الى مجتمعات متطرفة يذهب ضحيتها الانسان البريء .. لنصرخ جميعا بصوت واحد لنقول : لا للحرب.
هيثم فتح الله عزيزة
البرنامج
السبت, 28 فبراير 2015 السبت, 28 فبراير 2015