يعتبر الحي الثقافي مشروع استثنائي يزخر بالآمال والتفاعلات الإنسانية، وقد تحقق هذا المشروع بفضل رؤية صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر حينها، وإيمانه القوي وقيادته الحكيمة.
وفي خضمّ قيام ثقافة عالمية جديدة بشكل متسارع، ومبيّنة أهمية التنوّع في التطور الإنساني، يأتي الحي الثقافي كتارا كأحد أكبر المشاريع في قطر ذات الأبعاد الثقافية المتعددة، حيث أنها مكان يزورها الجمهور للتعرّف على ثقافات العالم، عبر مسارحها الرائعة وقاعات الاحتفالات الموسيقية، وقاعات العرض ومرافق اخرى متطوّرة، وبذلك تهدف كتارا إلى الريادة في مجال النشاطات الثقافية المتعددة.
وفي سياق الأهداف التي تمّ التخطيط لها بما يوافق الرؤية الوطنية لقطر 2030، فإنّ كتارا تقوم مقام الوصي على تراث وتقاليد قطر، وتسعى للتوعية عن أهمية كل ثقافة وحضارة، حيث تستضيف كتارا المهرجانات وورش أعمال والمعارض والفعاليات على المستوى العالمي، الإقليمي والمحلي.
فكرة كتارا:
نشأت فكرة كتارا من حلم تكون فيه قطر منارة ثقافية عالمية تشع من الشرق الأوسط من خلال المسرح، والآداب، والفنون، والموسيقى، والمؤتمرات، والمعارض.
ويكون الحي الثقافي بمثابة نظرة على مستقبل عالم يتمكّن فيه الناس من كل المرجعيات الثقافية المختلفة من تخطّي حدودهم الوطنية الجغرافية، وتبني قضايا مشتركة في دعم الوحدة الإنسانية.
لتكون كتارا هي ملتقى يمزج بين جمال الماضي بإشراقة المستقبل.
معنى "كتارا":
"كتارا" (Catara) هو أول وأقدم مسمى استخدم للإشارة إلى شبه الجزيرة القطرية في الخرائط الجغرافية والتاريخية منذ العام 150 ميلادي، وقد ظهر هذا الاسم للمرة الأولى في خرائط كلوديوس بطليموس عام 150م والتي صدرت عام 882 هـ-1477 م، وبعد ذلك في أطلس تاريخ الإسلام، حيث حدّدت الخرائط شعوب شبه الجزيرة العربية في منتصف القرن الثاني الميلادي، كما حدّدت موقع قطر الجغرافي تحت اسم كتارا Catara جنوب غرب مدينة الجرهاء، غرب مدينة كدارا.
أما اسم "كتارا" (Katara)، فظهر في الخرائط الجغرافية والتاريخية في أوائل القرن الثامن عشر الميلادي، وفي خريطة فرنسية للساحل شبه الجزيرة العربيةوللبحر والخليج، حيث كُتب اسم كتارا على شكل Katara بدلاً من Catara واستخدمت هذه التسمية من قبل الجغرافيين منذ صدور خريطة بطليموس عام 150 وحتى عام 1738 م.
ولا شك أن تتبع مصدر وتتطور كلمة "قطر" خلال التاريخ هو في الوقت نفسه مفيد ومثير للاهتمام، نظراً لثروة قطر الثقافية والتعليمية، حيث يلعب هذا الثراء الثقافي دوراً مهماً في بناء المجتمع القطري، فالأسس القوية للهوية القطرية وقيمها نابعة من تعلق المواطن بجذوره القديمة، ومسايرته للحداثة، ومواكبة التكنولوجيا.
أما رسالة كتارا، فتتركز بشكل رئيس على دعم التراث الثقافي ونشر التوعية وإعادة صياغة المشهد الثقافي العربي من خلال إعادة تكوين أفراد عرب وقطريين، ودعم مواهبهم، وإطلاق حوار حقيقي يساهم في تقوية التعايش الثقافي على مستوى العالم.
وفي هذا الإطار، ارتأت مؤسسة كتارا أن تعيد إحياء اسم قطر القديم دعماً للروابط التي تجمع الإنسان بجذوره التاريخية، وتكريماً لموقع قطر الهام والمتميز منذ فجر التاريخ.
رؤيتنا:
تقوم رؤيتنا على الريادة العالمية في الأنشطة الثقافية المتعدّدة..
ومنها المساهمة فى تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، حيث نبذل كل جهد لرعاية التطوّر الإجتماعي عبر الفنّ والتبادل الثقافي، ونطمح لبناء مجتمع من أفراد مبدعين ومبتكرين الذين على وعي بما حولهم وعلى إطلاع بالثقافات العالمية.
الغاية والقيم:
تعتبر "كتارا" مكاناً يتعرّف فيه الناس على الثقافات لتعزيز الفهم والسلام.
وفي عالم يشهد تطوراً مستمراً، نهدف إلى توفير منصّة ليجتمع عليها الناس من أنحاء العالم ويشاركون بثقافتهم المفعمة بالحيوية، وتقبّل الاختلافات التي تجعل من عالمنا فريداً من نوعه، واكتشاف نقاط التشابه التي توحّد الناس بغض النظر عن أصولهم.
إلهامنا:
ندعو الناس بكل ودية للمشاركة في الفعاليات الثقافية المثيرة.
التعددية الثقافية:
نفتخر بتراثنا الوطني ونحترم كل ثقافات العالم.
الجودة العالية:
فريق محترف يقدّم دائماً تجارب رائعة للزائرين.
المسؤولية الاجتماعية:
تعكس المسؤولية الاجتماعية مفهوم أخلاقيات الإدارة، حيث تدمج البرامج الاجتماعية والاقتصادية والبيئية في نطاق أعمالها وثقافتها، مما يمكن أن يؤدي إلى تعزيز صورة أي مؤسسة وبناء علامتها التجارية.
إنّنا ندرك في الحي الثقافي كتارا أهمية هذه الإستراتيجية، وفي الوقت الحالي، تركز كتارا بقوة على تعزيز المسؤولية الاجتماعية، وهذا يعني بناء علاقات مع مختلف الجهات الأخرى غير الربحية لضمان صحة وسعادة المجتمعات المحلية. لقد عملت كتارا مع العديد من الجهات التي تقدم لهم الدعم اللازم ، كما ساعدت في تنظيم المنتديات وورش الأعمال لتطوير المواهب، وكذلك المحاضرات والاجتماعات والمعارض الفنية والفعاليات الثقافية المتنوعة وغيرها.