تاريخ:الأربعاء, 22 مارس 2017
بحضور جماهيري غفير، أسدلت المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا الستار على مهرجان الوتر الخامس(ملتقى العود) بمشاركة نخبة من عازفي و صناع العود في العالم.
و قد اختتم المهرجان برنامجه الحافل بالفعاليات و الأنشطة بحفل مميز حضره سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا وسعادة الدكتورمحمد بن صالح بن عبد الله السادة وزير الطاقة و الصناعة و سعادة السيد محمد بن عبد الله الرميحي وزير البلدية و البيئة و عدد من أصحاب السعادة السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي و كوكبة متميزة من أهل الفن و الثقافة من داخل قطر و خارجها.
وقد شهدت دار الأوبرا ليلة استثنائية مبهرة، تألق فيها الفنانان المبدعان عبادي الجوهر وأحمد فتحي ومحمد السليطي ، و التركي محمت بيتمز والفرقة الكوسوفيه، حيث تفاعل الحضور الذي ملأ كامل دار الأوبرا بشكل كبير مع المعزوفات وعبروا عن إعجابهم الشديد بالتصفيق الحار .
و بهذه المناسبة أكدَ سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا : أنه ومنذ إنطلاق الحي الثقافي كتارا وهو يمارس العزف المنفرد على مقامات الدهشة، وفوق سلم التميز مشيرًا إلى ان مايزيد على 250 فعالية سنوية تحتضنها كتارا تؤكد النية الصادقة على الاستمرار في الرؤية و النهج والرسالة التي أوجدت كتارا من أجلها.
وأوضح أن الموسيقى سلوك حضاري وثقافي يعطي دلالة أكيدة على الحقبة الخصبة التي يعيشها أي شعب وهي نموذج للنتاج الإنساني الذي ينم عن ذوقية عالية وسلوك شفاف ورؤية حاضرة ومتكاملة للوطن الذي يحتضن الثقافة ويرعى الفنون ويدعم الابداع.
مبينًا أن مهرجان الوتر الخامس يحتفي بآلة العود باعتبارها جزءا من الثقافة العربية وجانبا من جوانب الخصوصية الشرقية التي كانت جسرا من جسور التواصل بين الشعوب والحضارات .
وقال: نحن في كتارا لدينا الجدية الكاملة في المضي قدما نحو تحقيق أكبر قدر من الانجاز ات الثقافية الانسانية بلا أية عوئق جغرافية وان مهرجان الوتر الخامس وفي انطلاقته الاولى يعطي هذا الشعور بكل شفافية".
فعاليات مصاحبة
وبشغف واهتمام شديدين تابع زوار كتارا من مختلف الجنسيات والفئات مختلف أنشطة مهرجان الوتر الخامس لليوم الرابع على التوالي ، حيث امتع الموسيقار عبد العزيز الهيدوس جمع الحضور بعزفه المنفرد المتميز. كما قدم طلاب أكاديمية قطر للموسيقى في المبنى 19عزفا جماعيًا وآخر منفردًا ، نال على اعجاب الحضور وأثنوا على قدرتهم الفائقة على العزف بدقة واتقان.
من ناحية أخرى كرم السيد محمد المرزوقي مدير مهرجان كتارا الوتر الخامس، المشاركين في الأمسية الختامية .كما كرم كل من الدكتور عبد الغفار الهبتي رئيس اكاديمية قطر للموسيقى والفنان القدير خالد الشيخ والفنان القدير سعد بورشيد ورئيس فرقة السلام التنزانية السيد أمير .
آراء الجمهور
وكان الحضور الجماهيري الكبير من داخل قطر وخارجها لمهرجان كتارا الوتر الخامس مميزا، اضفى تناغما وبهجة على اجواء المهرجان، قال عنها أبونايف (من السعودية): تابعت أخبار المهرجان اولاً بأول وحرصت على الحضور لأنني من عشاق العود، هذه الآله الراقية التي تسمو بالذوق الفني والإنساني، وأضاف : اقدم شكري لكتارا على تنظيم هذا المهرجان الجميل الذي أمتعنا جميعًا.
من جانبه أشاد عدنان أحمد (سوري مقيم في قطر) بحسن التنظيم والفعاليات المصاحبة ، وقال: عرفت معلومات كثيرة عن العود وتاريخه وتابعت المحاضرة التي تكلمت عن زرياب بكل اهتمام ، وأعجبت جدًا بأداء فرقة دار السلام التنزانية.
وبدوره قال فهد ناصر من (قطر ): فخور بأن تحتفي قطر بالفن والموسيقى ، فهي لغة عالمية مشتركة تجتمع تحت مظلتها كل الشعوب والثقافات، وأضاف لقد تعودنا من كتارا تقديم مهرجانات راقية ومتميزة فلهم كل الشكر والتقدير .
محلات صناعة العود تستقطب عشاق النغم والموسيقى
استقطب معرض صناعة العود في شارع المسرح المكشوف بالحي الثقافي (كتارا) ، العديد من عشاق النغم والطرب والموسيقى ومحبي هذه الآلة العريقة، حيث تضمن المعرض محلات وورش يقوم عليها نخبة من أمهر صناع الأعواد في العالم حققوا شهرة واسعة في بلدانهم ، حيث تعرف زوار (كتارا) على التقنية والحرفية الكبيرة التي يمتاز فيها صناع العود في أجنحتهم التي تعرض مختلف أنواع وأشكال العود ، ووفق مواصفات فنية دقيقة ، وصولاً إلى تحويل الأخشاب والأوتار إلى آلة عود تخرج منها النغمات ، وتصدح بالعذب من الأصوات ..
ويقول زاهر خليفة (صانع أعواد من سوريا) : " إن صناعة الأعواد مهنة متوارثة انتقلت إليه من الآباء والأجداد منذ عشرات السنين، وذلك من خلال عائلته الدمشقية التي احترفت هذه الصناعة العريقة منذ عام 1948 ، مشيرا إلى أن المدرسة السورية في صناعة العود تعد من أقدم المدارس العربية والمشرقية،
وأضاف خليفة :" أن العود الدمشقي يتميز صوتياً عن غيره من الأعواد الأخرى، علاوة على تفوقه جماليا من خلال شكله، وهو ما يدفع الكثير من الملحنين والعازفين على اقتنائه، مشيرا إلى أن العديد من المشاهير من نجوم الفن والغناء على اقتناء العود الدمشقي، أمثال الملحن الشهير محمد القصبجي ، والموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب ، والموسيقار والمطرب المعروف فريد الأطرش ،
وأوضح خليفة: " أن قالب العود الدمشقي المصنوع من خشب الجوز وخشب الورد، يتميز بالزخارف الدقيقة، والتجميل المحسوب الذي لا يبرزه كتحفة فنية فحسب، وإنما كآلة موسيقية لها قدراتها وامكانياتها على اصدار الأصوات والأنغام العالية والمنخفضة وتخرج الانغام العربية الخالصة، مؤكداً أن لصناعة العود متعة لا تقل عن متعة العزف على هذه الآلة الشرقية العريقة، لأن الصانع يعطيه من روحه وخبرته . .
أما فيصل الطويهري (صانع أعواد من تونس) فيشير إلى العود التونسي ينقسم إلى نوعين :" القديم العربي ، والتونسي المشرقي ، لافتا إلى أن الأول يختلف عن الثاني، حجما وشكلا ، وألحاناً ...
وأوضح أن الأول يتصف بأنه عود يمتاز بالصوت الحاد ، ويتلائم مع المقامات التونسية بمختلف ألوانها ، ويصاحب فرق الملوف (الاهازيج الشعبية) ـ بينما يمتاز النوع الثاني بصوته المشرقي المتوازن الذي يتناسق بين (القرار) و(الجواب) ويمكن العازف أو الملحن من العزف على جميع الأنماط الموسيقية العربية .